- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (007)سورة الأعراف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
سيدنا محمد بُعث إلى الناس عامة بينما باقي الأنبياء أرسلهم الله إلى أقوامهم فقط :
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس السادس والأربعين من دروس سورة الأعراف، ومع الآية الثامنة والخمسين بعد المئة، وهي قوله تعالى:
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(158)﴾
أيها الإخوة، الحقيقة الأولى في هذه الآية: أن كل أنبياء الله جلّ جلاله أرسلهم الله إلى أقوامهم، إلا أن النبي وحده هو خاتم الرسل، وخاتم الأنبياء، ورسالته خاتمة الرسالات وكتابه خاتم الكتب، أرسله الله لكل البشر أجمعين، من دون استثناء، والدليل أن القرآن الكريم يخاطب كل الناس في مئتين و ست عشرة آية يقول
(( أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي، كانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى كُلِّ أحْمَرَ وأَسْوَدَ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ، ولَمْ تُحَلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا ومَسْجِدًا، فأيُّما رَجُلٍ أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ صَلَّى حَيْثُ كَانَ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ بيْنَ يَدَيْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ. ))
يعني إلى كل الشعوب على اختلاف ألوانها، وأجناسها، وأعراقها، وطوائفها
(( أُعطيتُ خَمْسا لم يُعْطَهُنَّ أحد من الأنبياء قبلي : نُصِرْتُ بالرُّعبِ مسيرةَ شهر وجُعلتْ ليَ الأرضُ مسجداً وطَهورا ، فأَيُّمَا رَجُل من أُمَّتي أدركته الصلاة فليصلّ، وأُحِلّت ليَ الغنائمُ ، ولم تَحِلَّ لأحد قَبلي، وأُعْطِيتُ الشفاعةَ، وكان النبيُّ يبعثُ إِلى قومهِ خاصة ، وبعثتُ إِلى الناس عامة ))
هذا معنى قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾
معجزة النبي الكريم معجزة مستمرة لأنها لكل الأمم والشعوب :
أيها الإخوة، لأنه بُعث إلى الناس عامة، إذاً ينبغي أن تكون معجزته مستمرة، لأن كل معجزات الأنبياء السابقين معجزات حسية، كتألق عود الثقاب، تألقت وانطفأت، وأصبحت خبراً يصدقه من يصدقه، ويكذبه من يكذبه.
إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام لأنه لكل الأمم والشعوب، ولنهاية الدوران، وحتى قيام الساعة، إذاً ينبغي أن تكون المعجزة
لذلك الإعجاز العلمي في القرآن هو المعجزة المستمرة، بمعنى أن القرآن الكريم أشار إلى حقائق كُشفت بعد ألف و أربعمئة عاماً، والحديث عن هذا حديث طويل له وقت آخر إن شاء الله.
الله عز وجل خلق هذا الكون و أرسل الرسول الكريم :
إذاً:
ولم يدّعِ أحد أنه خلق السماوات والأرض
الذي يقول لك: الله الذي خلق السماوات والأرض، هل ادّعى أحد أنه خلق السماوات والأرض؟ سبحانه وتعالى.
إذاً :
الذي
الإنسان مخلوق لحياة عليا فعليه أن يؤمن بالله خالقاً و مسيراً و رباً :
آمن به خالقاً، آمن به رباً، آمن به مسيراً، آمن به موجوداً، آمن به واحداً، آمن به كاملاً، آمن بأسمائه الحسنى، وصفاته الفضلى، آمن أن كماله كمال مطلق، آمن أنه ذات كاملة، آمن أنه خلقك ليسعدك، آمن أن كل مصيبة لها حكمة بالغة لو كُشف الغطاء لاخترتم الواقع، آمن أن هذه الحياة دنيا، وليست عليا، وأنك أيها الإنسان مخلوق لحياة عليا، فيها:
(( ما لا عين رأتْ ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ
آمن به :
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ
دخول الجنة بحاجة إلى من العمل :
﴿ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69)﴾
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ
أقول لك مثلاً: يا أخي كن طبيباً، كلمة كن طبيباً يعني تنام تستيقظ تجد نفسك طبيباً؟ أما هناك ثلاث و ثلاثين سنة دراسة، ومعك مجموع عالٍ جداً، وسبع سنوات دراسة، وكل يوم عشر ساعات دراسة، علوم عامة، فيزياء، وكيمياء، ورياضيات، وطبيعيات، والعام الثاني تشريح، العام الثالث فيزيولوجيا، الرابع علم الأمراض، علم الأدوية، وبعدها فحوصات، وتطبيقات، وتدريبات، بعدها إجازة في الطب، سبع سنوات، وخمس فوقهم، وترجع بالرابعة و الأربعين و الخامسة و الأربعين معك بورد، تكتب جانب اسمك الدكتور فلان .
تحتاج مرتبة تحصل بها على الجنة إلى أبد الآبدين من دون جهد؟ من دون أن تحضر درس علم؟ من دون مطالعة كتاب؟ من دون سؤال وجواب؟ معظم الناس مرتاحون يوزع ألقاباً على الناس، يتوهم أنه مؤمن، وله خمسون معصية .
سِلْعَةَ اللَّهِ غالية :
أيها الإخوة
(( من خافَ أدلَجَ ، ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ غاليةٌ ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ الجنَّةُ ))
أضرب مثلاً أعيده كثيراً: دخلت لأرقى محل للسجاد، تريد سجادة، أراك صاحب المحل، أريد أثقل، الثانية، الثالثة، الرابعة، أطلعك على مئة سجادة، تريد أثقل، أخذك إلى محل ثانٍ أعلى، أراك السجاد الأصلي، ثمن كل واحدة مليونان، ثلاثة ملايين، أعجبتك واحدة قلت له: تأخذ ثمنها خمس ليرات؟ تخرج من المحل سالماً؟ ثلاثة ملايين تريدها بخمس ليرات ؟!
والله الجنة أعظم، تريد حياة أبدية بالجنة، ولست مستعداً أن تحضر درس علم، أما مسلسل يُمنع التجول، أوقات المسلسل أربع ساعات، أما درس العلم ساعة، تعرف ربك فيه، وضع المسلمين وضع متعب جداً، وضع مؤلم جداً .
أمية النبي وسام شرف له لأن الله تولى تعليمه :
أميته وسام شرف، لأن الله تولى تعليمه، ولأن وعاء النبي عليه الصلاة والسلام ما أراد الله أن يكون فيه من ثقافات الأرض، كله من وحي السماء، لو أن النبي درس بالمراكز العلمية في حياته، في عهده، كلما قال حديثاً يقال له: يا رسول الله، هذا من الوحي أم من عندك؟
﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ(48)﴾
وعاء النبي عليه الصلاة والسلام ممتلئ من وحي السماء فقط .
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4) ﴾
وعاء النبي ممتلئ من وحي السماء، لذلك أمية النبي وسام شرف له، لأن الله تولى تعليمه.
﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(5)﴾
من آمن بالله و رسوله هُدي إلى سرّ وجوده و غاية وجوده :
أما نحن إن كنا أميين فأميتنا وصمة عار بحقنا، لا يوجد طريق إلى العلم إلا بالتعلم، لو شخص ما تعلم جاهل، أما النبي وحده، يأخذ بعض العلماء بعض أحاديثه، يدرسونها، يُمنح درجة دكتوراه بامتياز، لأنه شرح بعض أحاديث رسول الله .
يا أيها الأمي حسبك رتبة في العلم أن دانت لك العلماء
العاقل لا يعمم لأن التعميم من العمى :
أيها الإخوة، الشيء اللطيف بالقرآن ما يسمى الآن بالموضوعية، يعني هناك من يعمم، والتعميم من العمى، قال تعالى :
﴿ وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ(159)﴾
وبعض قوم موسى يعرفون الحقيقة، يتبعون الحق، منصفون، من أهل العدل والإنصاف، كلمة من لا تعمم، لا تقل كل أهل هذه البلدة فَسَقة، إياك أن تقول، لا تقل كل الأغنياء بخلاء، إياك أن تقول هذا، هذا كلام إنسان أعمى، قل بعضهم، بعضهم في أعلى درجة من السخاء والتواضع، قل بعض أهل مدينة ما انحرفوا، والبعض الآخر بأعلى درجة من الانضباط، إياك أن تعمم فالتعميم من العمى.
انتشار اليهود في بلاد الأرض و الحكمة من عدم وجود وطن لهم :
انظر إلى دقة القرآن: ثم يقول الله عز وجل:
﴿ وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً
يعني نسل سيدنا يعقوب، جاء أحد عشر كوكباً، والمتكلم اثني عشر.
﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
فسيدنا يعقوب نسله، معنى الأسباط، أي ابن الولد .
امرأتان اثنتان، وجاء رجلان اثنان، فاثنتان مؤنث، بعضهم قال: لأن كل جمعٍ مؤنثٍ، وبعضهم قال: السبط هو القبيلة والقبيلة مؤنثة، كل سبط صار أمة، اثني عشر ولداً، كل ولد صار أمة، وانتشروا في بلاد الأرض ولحكمة بالغةٍ بالغة ليس لهم وطن.
رحلة اليهود في التيه :
ثم يقول الله عز وجل: أي طلبوا السقيا، الحاجة الأولى: الهواء، لكن لحكمة بالغةٍ بالغة الهواء ليس ملك أحد، لو كان يُملَّك، هناك فواتير، كنا قد هلكنا، يرفع السعر، نريد أن نستنشق الهواء، ما في هواء، نختنق ساعتئذٍ، الهواء لا يُملّك، لا يوجد باللغة استهوى، يوجد استطعم، طلب الطعام، استسقى، طلب السقيا، لكن ما في استهوى، فطلب الهواء الحاجة الأولى، طلب الماء السقيا: الحاجة الثانية، طلب الطعام: الحاجة الثالثة .
﴿ فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا
﴿ قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ
﴿فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
تساوي الماء لكل سبط من أسباط اليهود حتى لا يتنازعوا :
إذاً: لكل سبط عين، يبدو أنهم متشاكسون، فكل واحد له عين خاصة، وهناك استنباط آخر: أن كمية الماء في كل عين مساوية للثانية، حتى لا يختاروا هذه لي، وهذه لك، حتى لا يكون هناك تنازع، الكميات متساوية، وكل سبط له عين.
لكن هناك ملمح آخر دقيق: لمّا سيدنا موسى ضرب البحر بعصاه، أصبح طريقاً يبساً، ضرب اليبس بعصاه أصبح ماء زلالاً، ضربة واحدة تُحوِّل الماء إلى صخر، والصخر إلى ماء هذا من طلاقة القدرة الإلهية، عمل واحد يحول الصخر إلى ماء .
﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ
فأصبح البحر الطريق يبساً .
الآن الماء قلته بلاء، وكثرته بلاء، التسونامي ماء، أحرق الأخضر واليابس الفيضانات تدمر كل شيء، الريح منعش، وهناك رياح مميتة .
إكرام الله عز وجل اليهود في رحلتهم بعدما تاهوا في صحراء سيناء :
إذاً :
﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ(63)﴾
العصا واحدة، والضرب واحد، ضُربت المياه بالعصا فأصبحت طريقاً يبساً وضربت بالصخر العصا فأصبح ينابيع شتى .
الله عز وجل أكرمهم بهذه الرحلة، جعل لكل سبط عيناً، ولكل سبط غمامة، سحابة تظللهم من أشعة الشمس، ولكل سبط نقيباً، وكل مجموعة لهم نقيب، والتبليغ تسلسلي، يوجد نظام .
لذلك قال: لُبيت حاجاتهم قدراً لا كسباً، الآن شخص حتى يشتري الطعام يكون له حرفة، وله دخل، حتى يرتاح له بيت، دافع ثمنه، فكل مقتنيات الإنسان كسبية، أما هؤلاء في هذه الرحلة الماء من قدر الله لهم، والغمام من قدر الله لهم، والطعام من قدر الله لهم، يوجد حلويات أعتقد تُصنع في بعض الأقطار اسمها المن والسلوى .
عدم تطبيق اليهود الأمر الإلهي بأن يسكنوا مصر و يخضعوا لله و يطلبوا المغفرة :
الآن :
﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(61)﴾
لما ضجروا من أنفَس طعام، ومن أطيب إكرام، قال الله لهم :
﴿ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ
اسكنوا أية قرية، أية مدينة
نزول العذاب الأليم باليهود نتيجة آثامهم و معاصيهم :
لم يفعلوا .
﴿ إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا
نحن في نهاية الصلاة يقول بعض المسلمين في بعض المساجد: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، أما لسان حال المسلمين اليوم
﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ(162)﴾
ما طبقوا الأمر الإلهي
﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً ـ أي عذاباً ـ مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ﴾
الدين الإسلامي لكل الأمم و الشعوب :
أيها الإخوة، أريد أن أؤكد لكم أن كل قصص القرآن الكريم هي لمن؟ هي لنا، لأن سيدنا موسى وقومه مضوا إلى دار القرار، لكن المعني بهذه القصة نحن، فهناك استنباطات كثيرة، يقع في أول هذه الاستنباطات أن هذا الدين لكل الأمم والشعوب، وأن هذا الدين خاتم رسالات السماء، وأن النبي عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والرسل، وأن بعثته خاتمة البعثات، وأن كتابه خاتم الكتب، وأن إعجاز القرآن الكريم هو الدليل، والشهادة من الله على أنه كلامه.
أمثلة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :
1 ـ الهواء و الأعاصير :
حينما يصعد رائد فضاء إلى طبقات الجو العليا، باتجاه القمر، ويقطع 65 ألف كم طبقة الهواء، طبقة الهواء المحيطة بالأرض سمكها 65 ألف كم، النقطة الدقيقة أن الله عز وجل حينما قال :
﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ
بربكم تمشون على الأرض أم في الأرض؟ على، في يعني بالسراديب، بالأنفاق، الآية:
تصور الهواء ثابت والأرض تدور، ما الذي يحصل؟ يصبح أعاصير سرعتها ألف و ستمئة كم بالساعة، هناك أعاصير بالعالم الغربي بأمريكا تدمر كل شيء، مدينة بأكملها .
﴿ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ(28)﴾
وقد تشاهدون في الأخبار بعض الأعاصير، البيوت كلها تحطمت، السرعة ثمانمئة كم فإذا كان ألف و ستمئة لا يبقى على وجه الأرض شيء، إذا كان الهواء ثابت والأرض تدور، أما الهواء جزء من الأرض .
لذلك قال تعالى:
2 – الظلام في الفضاء الخارجي :
أيها الإخوة، رائد الفضاء حينما صعد إلى الفضاء الخارجي صاح فجأة لقد أصبحنا عمياً، لا نرى شيئاً، كان هناك أكبر عالم فضاء من مصر في القاعدة التي انطلقت منها مركبة الرواد، ما الذي حصل؟ لما قطع هذا الرائد طبقة الهواء انعدم تناثر الضوء، فدخل في الظلام الدامس، نحن في الأرض عندنا أشعة شمس، ويوجد هواء، والهواء ذرات، فحينما تُسلَّط أشعة الشمس على ذرات الهواء بعض ذرات الهواء تعكس أشعة الشمس على ذرات أخرى، صار في الأرض مكان فيه أشعة الشمس، ومكان فيه ضوء شمس، رائد الفضاء لما تجاوز الـ65 ألف كم دخل بالفضاء الخارجي، ما عاد هناك هواء، ما عاد هناك انتثار ضوء، ما عاد هناك ضوء أبداً، دخل في ظلام دامس فقال: لقد أصبحنا عمياً، هذا متى كان؟ كان قبل عشرين سنة، مع إرسال أول مركبة إلى القمر، أبولو صاح رائد الفضاء: لقد أصبحنا عمياً، الآن افتح كتاب الله واقرأ هذه الآية :
﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ(14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ(15)﴾
هذا إعجاز القرآن .
يعني قد تعجب لوردة عرضتها وكالة فضاء في موقعها في الإنترنت، وردة جورية لو تأملتها ملياً لا تشك لثانية واحدة بأنها وردة جورية بأوراقها الحمراء الداكنة، وبوريقاتها الخضراء الزاكية، وبكأسها الأزرق في الوسط، لكن كُتب تحت هذه الوردة: صورة انفجار نجم اسمه عين القط يبعد عن الأرض ثلاثة آلاف سنة ضوئية، وردة جميلة جداً، وردة جورية هي صورة انفجار نجم اسمه عين النجم يبعد عن الأرض ثلاثة آلاف سنة ضوئية، افتح القرآن:
﴿ فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38)﴾
3 ـ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ :
تركب طائرة على ارتفاع أربعين، خمسين ألف قدماً، بأعلى درجات الفخامة بالدرجة الأولى، طعام، وشراب، ومسليات، وفواكه، وعصائر، وصحف، ومجلات، ومقعد وثير، وتكييف، وانترنت، وفضائيات، وقنوات، تفتح القرآن تقرأ قوله تعالى:
﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا
لكن أنا أركب الطائرة 777 ، كيف هذا؟! تابع
خاتمة :
الإعجاز هناك إشارات إلى حقائق لم تكن معروفة وقت نزول الوحي، لكن بعد ألف و أربعمئة عاماً تمت معرفته .
أيها الإخوة الكرام، الآيات التي شرحت اليوم هي قوله تعالى :
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين